♥فصل الأول♥
{ ظلال حطم قلب فتاة }


في إحدى بيوت الإسكندرية يوجد بيت كله ألفة ومحبة .
تقطن فيه السيدة عائشة التي تبلغ من العمر أربعين سنة ...تبدو على ملامحها الطيبة والوقار وعلى شفتيها ابتسامة تلون وجهها بالفرح ... فكل من يرها تغمره السعادة لرؤيتها ...
هي أم لإسراء ومحمد ...
كانت عائشه تخاف كثيرا على إسراء خصوصا بعد وفاة زوجها مند سنة ... فكلما خرجت من البيت لا تعود الى المساء وعندما تسألها اين كنتي تجيب بحدة لا دخل لك بي فأنا كبيرة... فلم تكن تجد سوى ان تتمتم بصوت خافت بأن يهديها الله ويصلحها وهي كأي ام ترى اولادها يسيرون إلى الهاوية...
في يوم الإثنين كان لدى أسراء موعدا مع حبيبها ادهم فخرجت من البيت في صباح باكر دون اعلام امها بخروجها ...
ففي ساعة تاسعة ذهبت عائشة الى غرفة إسراء لتوقضها من اجل محاضرتها ... فإذا بها تجد السرير فارغاً ففزعت وجرت الى غرفة محمد ليتصل بإسراء لمعرفة اين ذهبت ... فحاول الاتصال بها ... رفعت سماعة الهاتف ثم صرخت في وجهه وأقفلت الخط ... فإكتفى بأن يطمئن امه انها بخير ...
بعد توجه إسراء الى المكان الذي ستواعد فيه ادهم إذ بها تجده مع فتاة أخرى يتغزل بها وهي جالسة بين أحضانه...
وقفت وقفة صدمة وكأن شيء انكسر ثم توجهت إليه قائلة: كده يا حيوان انا جاية اشوفك وانت قاعد مع القرف دي والله لوريك يا حيوان ثم عادة ادراجها لكنه امسك بيدها ثم قال: متفهمينش غلط ده انتي القلب وبعدين احنا متفقناش تجي دلوقتي انتي عارفة كويس اني بحبك اووووي والف وحدة مش هتاخد مكانك
إسراء: ابعد ايدك الوسخة دي
ادهم: اهو تركتها بس انتي اهدي وخلينا نتفاهم ...
تركته يتكلم ثم توجهت بقلب حزين الى البحر وهو مكانها المفضل ففيه ذكريات كثيرة برفقة والدها ...
جلست تبكي وتبكي بدموع تسيل كالمطر... فلمحتها فتاة برداء اسود يغطي جسدها كله ... جلست بجانبها ثم قالت: انتي كويسة ياختي
إسراء وقد رفعت رأسها لترى من امامها ففزعت من شكلها لإن في تفكيرها ان كل منقبة فهي ارهابية او قاتلة كما يعتقد البعض ثم قالت بخوف : انا كويسة ممكن تسبيني لوحدي ...
ردت الفتاة ذات الرداء الاسود وهي تربت على كتيفيها وتطمئنها قائلة : متخفيش لكن تذكري ان ربنا معاكي...
ثم اعطت لها كتاب بعنون "لانك ملكة " لدكتور محمد العريفي...
ثم انصرفت حتى لم يبقى منها سوى خيالها ...
اما إسراء فلم تكترث لما قالته الفتاة واستمرت في البكاء والألم يخنوقها ... ضلت الى المساء ثم عادة الى البيت وهي لا تطيق الكلام مع احد ... دخلت البيت فرحبت بها عائشة معاتبة لكن إسراء كانت كمن لا يسمع ولا يحس ولا يبصر فجرح الفؤاد اصعب بكثير ... دخلت مباشرة الى غرفتها ثم اغلقت الباب باحكام ... واشعلت اغنية عن فراق ... واخدت تعد ذكريتها معه والألم يخنوقها ثم غابت في نوم عميق.. اذ بها ترى النار تحيط بها من كل الجهات واشخاص اقوياء تجرونها اليها وهي تردد: بعدو عني انتو جنيتو ولا إيه ... وبصدفة تنقدها ذات الفتاة الترى رأتها اليوم ثم اسيقطت مفزعة وهي تبكي فدخلت عليها عائشة فإحتضنتها الى صدرها حتى هدأت ثم قالت في إيه يا إسراء
إسراء وهي تمسح دموعها : حلمت حلمه وحشة يا ماما
عائشة: خير ان شاء الله يا حبيبتي قومي صلي فجر ونامي يمكن ترتاحي