10-12-2013, 06:21 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
جنة قلب


جنة يعيش فيها السائرون إلى الله، يتفيؤون ظلالها، ويتقلبون في نعيمها، في حياتهم الدنيا، فيتذوقون من
خلالها معنى الجنة الخالدة، وبهذه الجنة يطمئنون بمسيرهم، ويشعرون بالسعادة الغامرة تعمر قلوبهم، رغم كل
الصعوبات التي يواجهونها، والعقبات التي تعترض مسيرهم ، فيزداد في ظلالها عطاؤهم، ويعظم صبرهم وجهادهم، ويقوى التزامهم وثباتهم على منهج الله
إنها جنة الرضابالله وعن الله
هيا معًا نبحر في بحار الرضا، ونستصحب معنا نماذج من الراضين حتى يكونوا لنا نبراسًا يضيء لنا الطريق .
هيا ضع يدك في يدي ولنبدأ على بركة الله، وقبل أن تبدأ خذ نفسًا عميقًا، واستشعر أنَّ الله معك .. يراك ويسمعك، واهتف من أعماق قلبك،وردِّد مع النبي الكريم هذه الزفرة المؤمنة الموقنة:
(رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً )

قال الإمام بن القيم رحمه الله الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العارفين وحياة المحبين ونعيم العابدين وقرة عيون المشتاقين
فأهل الرضـــــا يتنعمون بجنة الدنيــــــا على حقيقتها .. يقول ابن القيم "أن الرضا يُثمِّر سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور، وطيب النفس وسكونها في كل حال، وطمأنينة القلب عند كل مفزع مهلع من أمور الدنيا، وبرد القناعة واغتباط العبد بقسمه من ربِّه، وفرحه بقيام مولاه عليه واستسلامه لمولاه في كل شيء ورضاه منه بما يجريه عليه وتسليمه له الأحكام والقضايا، واعتقاد حسن تدبيره وكمال حكمته، ويذهب عنه شكوى ربِّه إلى غيره وتبرمه بأقضيته ..
وها هي الدنيا دار كدح وعناء، ووصب وشقاء: إنْ أسعدَتْ يومًا، أشْقَت أيامًا، وإن أضْحَكَت يومًا، أبْكَت أيَّامًا. ليس لها دوام؛ فهي فانية، وأحوالها لا تدوم؛ فهي مُتقلِّبة.
وهذه الظروف وهذه الأحوال تحتاج لنفسٍ راضية؛ راضية عن الله، وراضية بقضاء الله. إن كانت النعمة مُقبلة، كان الشكر لها لازمًا، وإنْ جاءَت النِّقمة فجأة، كان الصبر لها حلاًّ، والصبر خير: مُرٌّ في أوَّله، حُلو في آخره. يوفِّي اللهُ الصابر أجره بغير حساب، ولك أن تتخيَّل ما وراء (بغير حساب)، ومِمَّن؟ مِن الله العزيز الحكيم.
- الرضا: درجة تعلو الصبر، فهي أعلى منه درجةً، وأسمى مَقامًا. |
|
|
|